إذا كنتَ راعي كنيسة أو تُفكِّر في دخول الخدمة الراعويَّة، لاحِظْ أنَّ الخدمةَ تنطوي على كلٍّ من المناداة بكلمة الله كاملةً، والجهاد لأجل إحضار شعب الله كاملين أمامه. يتطلَّب هذا من جانبنا إنكارًا تامًّا للذات. تَكمُن الكثير من الفوائد في أن تكونَ راعي كنيسة، لكن في ضوء الشر والفساد الموجودين في كلٍّ من أعضاء الكنيسة ورعاتها، يَكمُن في ذلك أيضًا قدر كبير من الصعوبة والمشقة. أيُّها الرَّاعي، إنك ستتعبَ وتُجاهدَ، بدافع محبتك لأعضاء كنيستك، الذين في بعض الأحيان سيستجيبون لذلك بقولهم عن محبتك إنها مَعيبة وناقصة.
ومن ثَمَّ، ينبغي ألا يتأصل تعبك وجهادك في النهاية سواء في محبَّتك لهم، أو في محبَّتهم لك، بل ينبغي أن يتأصَّلَا في محبَّتك للمسيح، ومحبَّته لك ولهم. فهو الذي اشتراهم بدمه، وهدفك هو أن تُحضِرهم إليه هو. فإنك تفعل كلَّ ذلك لأجله.
دون شك، ينطبقُ هذا الكلام على المؤمنين كافَّة. فنحن نتلمذ، ونعلِّم، وننذر حتى نحضرَ الذين نحبُّهم إلى الله، الذي نحبُّه كثيرًا، لأنه هو أحبَّنا أوَّلًا كثيرًا.