التاريخ
٠٢ نوفمبر ٢٠٢٢الموضوع
مختاراتالكاتب
جون بايبرالمصدر
"طوبَى لِلْأَنْقِياءِ الْقَلْبِ، لِأَنَّهُمْ يُعايِنونَ اللهَ"
(متَّى ٨:٥)
1. إنْ لم يكُنِ الآنَ هو الوقتَ المناسبَ لقَلْع عيني، فمتى إذًا؟
قال يسوع: "إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَها، فَقَدْ زَنَى بِها في قَلْبِهِ". وقال: "إِنْ كانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْها وَأَلْقِها عَنْكَ" (متَّى ٥ :٢٨-٢٩). فإنَّ مشاهدةَ نساءٍ عارياتٍ -أو رجالٍ عراة- يدفع الرجلَ أوِ المرأةَ إلى ارتكاب الخطيَّة بعقولهم ورغباتهم، وفي كثيرٍ من الأحيان بأجسادهم أيضًا. وإذا كانَ قد يسوعُ أوصانا بأنْ نحفظ قلوبَنا، بقَلْع أعيُنِنا لمنعها من الاشتهاء، فكم بالأحرى يوصينا قائلًا: "لا تشاهدوا مثل هذه الأمور".
2. هل أنا مشتاقٌ إلى أن أرى الله؟
أريد أن أرى الله وأعرفه أكثر ما يمكن في هذه الحياة، وفي الحياة الآتية أيضًا. وتمثِّلُ مشاهدةُ صورٍ وأفلامٍ إباحيَّة عائقًا هائلًا أمام تحقُّق ذلك. "طوبَى لِلْأَنْقِياءِ الْقَلْبِ، لِأَنَّهُمْ يُعايِنونَ الله" (متَّى ٨:٥). إنَّ تدنيسَ الذهن والقلب بمشاهدة المحتوى الإباحيِّ يُضعِف قدرةَ القلب على معاينة الله والتلذُّذ به. أتحدَّى أيَّ شخصٍ أن يتمكَّن من التوجُّه إلى الله وشكره والتلذُّذ به مباشرةً بعد مشاهدة محتوى إباحيّ.
3. هل أَكترثُ بنفوسِ أولئك العراة؟
يدعو الله النساء إلى أن "يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّلٍ" (١تيموثاوس ٩:٢). وحين نسعى إلى مشاهدة المحتوى الإباحيّ، أو نرحِّب بمشاهدته بهدف الترفيه والتسلية، فإنَّنا نؤيِّد ضمنًا خطايا أولئك النساء اللواتي يبعنَ أنفسهنَّ للإباحيَّة. وبهذا نكون غير مكترثين بخلاص نفوسهنَّ. فإنَّهنَّ يَعْصينَ دعوةَ ١تيموثاوس ٩:٢،وإنْ شاهدنا ذلك، فنحنُ نقولُ إنَّ هذا سلوكٌ لا بأس به.
ليسَتِ الأمانةُ الفنِّيَّة هي الدافعَ إلى عرضِ محتوًى إباحيٍّ على الشاشة، بل إنَّ ما يدفعُ هذه الصناعة في الأساس هو الشهوةُ الجنسيَّة الذكوريَّة، والضغوط الناجمة عن التنافُس، وأيضًا الرغبة في تحقيق نسبِ مشاهدةٍ عالية، ومن ثمَّ زيادة المبيعات والأرباح. فليس الفنُّ هو ما يضيفُ مشاهدَ التعرِّي إلى الأفلام، بل استخدامُ الشهوانيَّة الجنسيَّة لجذب المزيد من المشاهدين، ومن ثَمَّ زيادة الأرباح.
7. هل أنا حرٌّ من الشكّ؟
يوجدُ مبدأٌ كتابيٌّ يجعلُ الحياةَ أكثرَ بساطةً: "وَأَمَّا الَّذي يَرْتابُ فَإِنْ أَكَلَ يُدانُ، لِأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنَ الْإِيمانِ، وَكُلُّ ما لَيْسَ مِنَ الْإِيمانِ فَهُوَ خَطِيَّةٌ" (رومية ٢٣:١٤). يمكنُني إعادةُ صياغةِ هذه الآية كالآتي: إنْ شككْتَ في أمرٍ ما، فلا تفعلْه. من شأن ذلك أن يُحدِث تغييرًا في عادات المشاهدة لدى الملايين. وعندئذٍ، كم سيستريح ضميرهم! انضموا إليَّ إذًا! انضموا إليَّ في السعي إلى ذلك النوع من النقاوةِ الذي يعاين الله، ويختبر شبعَ السرورِ في حضرته، ونِعَمًا إلى الأبد في يمينه (مزمور١١:١٦).
تناقَشْ مع شريك حياتك
تناقَش مع شريك حياتك في عاداتكما في مشاهدة التلفاز والأفلام، وما سيَعنيه لكما أن تتمسَّكا معًا بوعد يسوع: "طوبَى لِلأَنقِياءِ القَلبِ". هل شاهدتَ-أو شاهدتِ- في الآونةِ الأخيرة أيَّ برامجَ أو أفلامٍ عرَّضتْ نقاوةَ قلبك للخطر؟ إذا كانت الإجابة نعم، فما الذي يمكنُكما تعلُّمه من هذا حتَّى تتَّخذا قراراتٍ أحكمَ في المستقبل؟
معلِّمٌ ومؤسِّسٌ للموقع الإلكترونيِّ desiring.God.or وهو رئيس كلِّيَّة بيت لحم اللاهوتيَّة في مدينة مينيابوليس، ولاية مينيسوتا. ومؤلِّفُ أكثر من خمسين كتابًا، منها كتابٌ بعنوان "This Momentary Marriage: A Parable of Permanence".
لدية وزوجتُه نويل خمسةُ أبناء واثنا عشرَ حفيدًا