كذبة بلا دافع
من بين الحُجج المؤيِّدة للحقيقة التاريخية للقيامة، والتي كثيرًا ما يُغفل عنها، مع أنها مُقنعة تمامًا، هو التكريس الذي أبداه الرسل من نحو الإنجيل طَوال حياتهم، بصرف النظر عن الألم والخسارة. فلو لم يكن المسيح قد قام من الأموات، وفقط اختلق التلاميذ هذه القصة، لوجب أن نجد دافعًا من وراء هذا الخداع. ما الذي كان هؤلاء يأملون في الوصول إليه بترويجهم لهذه الكذبة؟ فإنها لحقيقة تاريخية أن الرسل والغالبية العظمى من التلاميذ الأوَّلين قد ماتوا فقراء، ومشهَّرًا بهم، ومضطهدين، ومبغَضين؛ كما قال الرسول بولس: صِرْنَا كَأَقْذَارِ الْعَالَمِ وَوَسَخِ كُلِّ شَيْءٍ" (1كورنثوس4: 13)؛ و "إِنْ كَانَ لَنَا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ" (1كورنثوس15: 19).
لو كان هؤلاء الرجال قد اختلقوا قصة القيامة من أجل الأسباب المعتادة التي لأجلها يحيك الناس مثل هذه الأكاذيب، وينشرونها - كالثروة، والشهرة، والنفوذ - لكانوا قد تراجعوا عن روايتهم أو تخلَّوا عنها حالما أدركوا أنها لا تحقِّق هدفهم المنشود. ولكن، يُثبِت التاريخ أن غالبيتهم فضَّل الاضطهاد الشنيع، بل والاستشهاد أيضًا، على العدول عن إيمانهم بالإنجيل أو بقيامة المسيح التي عليها يقوم هذا الإنجيل. التفسير الوحيد لمثل هذه المثابرة وهذا الإصرار في وجه الألم والموت هو أن قصة القيامة صحيحة -أي حقيقة تاريخية- وأن الرسل والمؤمنين الآخرين كانوا ببساطة ينقلون ما شاهدوه حقًا بأعينهم؛ كما كتب الرسول يوحنا: "
الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (1يوحنا1: 3).
من بين العوامل المهمة الأخرى التي ينبغي وضعها في الحسبان هو الاستعانة بشهودٍ من النساء. ففي زمن وثقافة العهد الجديد، لم يكن يُعتَد شرعيًّا بشهادة النساء في الإجراءات القضائية. ورغم ذلك، لعبت النساء دورًا بارزًا في الأناجيل الأربعة جميعها، باعتبارهن "الشهود الأوائل" على قيامة يسوع المسيح (متى28: 1-10؛ مرقس16: 1-8؛ لوقا24: 1-12؛ يوحنا20: 1-18). كانت مريم المجدلية أول مَن رأى الرب بعد قيامته، كما كانت أول مَن شهد عن قيامته للآخرين. وفي حقيقة الأمر، توصَف مريم المجدلية بأوصاف تشبِّهها بالشخصيات البطولية، لأنها آمنت وأطاعت على عكس عدم إيمان الرسل (مرقس16: 9-11؛ يوحنا20: 11-18). أيضًا، كانت النساء اللواتي رافقن مريم المجدلية إلى القبر صباح يوم الأحد هن مَن رأينَ الرب بعدها، وكن فعليًّا أول مَن كلَّفهن الرب بنقل الخبر للآخرين (متى28: 8-10). فلو كان كتبة العهد الجديد يحاولون خداع وتضليل الجماهير، لما استعانوا بنساء كشاهدات رئيسيات؛ بل بالأحرى، كانوا سينتقون شهودًا من الرجال، كي يحظوا بمصداقية أكبر في أعين الآخرين.
تغيير التلاميذ
من أكبر العقبات على الشكوكي تجاوُزها في رفضه لقيامة يسوع المسيح هو التغيير الواضح الذي حدث للتلاميذ. فلو لم تكن القيامة حقيقة تاريخية - أو الأسوأ من ذلك، لو كانت خدعة - لتعذَّر تفسير ذلك التغيير الذي يبدو معجزيًا الذي حدث في شخصيات وفي أفعال الرسل وشهود العيان الآخرين.
قبل القيامة، كان التلاميذ متردِّدين، وخائفين، ومدفوعين برغبتهم في الحفاظ على حياتهم. وفي أثناء إلقاء القبض على يسوع، تخلُّوا عنه (متى26: 56)؛ وفي أثناء محاكمته، أنكروه (متى26: 69-75)؛ وطوال ثلاثة أيام بعد موته، اختبأوا في عدم إيمان (مرقس16: 14؛ يوحنا20: 19)، وتملَّك اليأس منهم (لوقا24: 17). وقد أظهرت النساء من بينهم رجاءً وشجاعة أدبية أكبر بكثير من الرجال الذين كلَّفهم المسيح شخصيًا بأن يكونوا رسله! فقد كانت النساء هن اللواتي ذهبن إلى القبر صباح يوم الأحد، في حين انكمش الرجال خوفًا في العلية. وكانت النساء هن أول من آمن وكرز بالقيامة، في حين أسكت الشك الرجال.
ولكن، بعد القيامة، تحوَّل هؤلاء الرجال أنفسهم إلى مدافعين جسورين لا يُقهَرون عن الإيمان. ومن سفر أعمال الرسل نعرف أنهم وقفوا في وجه العالم، و "فتنوه"، أي قلبوه رأسًا على عقب، برسالة الإنجيل ورسالة قيامة يسوع المسيح (أعمال الرسل17: 6). وحين أمرتهم أقوى المؤسسات الدينية والسياسية وأكثرها نفوذًا، سواء من اليهود أو الأمم، "أًنْ لَا يَنْطِقَا الْبَتَّةَ وَلَا يُعَلِّمَا بِاسْمِ يَسُوعَ" (أعمال الرسل4: 18)، تحدُّوا سلطتهم في تكريس لا يلين لشخص المسيح ورسالته، يظهر ذلك في حديث بطرس ويوحنا أمام مجمع السنهدرين في أعمال الرسل4: 19-20:
«إِنْ كَانَ حَقًّا أَمَامَ اللهِ أَنْ نَسْمَعَ لَكُمْ أَكْثَرَ مِنَ اللهِ، فَاحْكُمُوا.
لأَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا».
وبالرغم من تعرُّض تلاميذ المسيح للتهديد، والضرب، والسَّجن، والاستشهاد، إلا أنهم رفضوا إنكار ما قد "رأوا وسمعوا". أو التوقف عن الكرازة به (1يوحنا1: 1، 3). هؤلاء الرجال والنساء، الذين أكسبتهم حقيقة قيامة يسوع جرأة، أذاعوا الإنجيل في كل أنحاء العالم المعروف آنذاك، في غضون جيلٍ واحدٍ (كولوسي1: 5-6). لم يكن لديهم أي نفوذ سياسي، أو ديني، أو اقتصادي؛ ولم تكن لديهم أية مؤهِّلات أكاديمية، ولكنهم، مع ذلك، غيِّروا العالم بدرجة لم تضاهيها أية آليات سياسية أو عسكرية.
"لا بد أنه قد حدث شيء ضخمٌ يبرِّر مثل هذا التغيير الأخلاقيّ الجذريّ والمذهل. لا شيء أقل من حقيقة القيامة، أي رؤيتهم للرب القائم من الأموات، يمكن أن يفسِّر هذا".
إيمان أعداء
ليس التغيير الجذري لأتباع يسوع المسيح بعد قيامته هو المشكلة الوحيدة التي يواجهها الشكوكي، بل يتحتم عليه أيضًا أن يفسِّر الاهتداء اللاحق لأناسٍ قاوموا يسوع، واضطهدوا الحركة التي جاءت بعده. فدون القيامة، كيف كان من شأن المسيحية أن تؤثر في البعض من أشد وأقدم مقاوميها، وبالأخص إخوة يسوع غير الأشقاء، وشاول الطرسوسي الذي كان سيء السمعة؟
يقول الكتاب المقدس بوضوح إنه في أثناء حياة يسوع وخدمته، لم يكن يعقوب أو يهوذا (أخوا يسوع غير الشقيقين) يؤمنان به بل كانا معاديين لشخصه وخدمته بشكل علنيٍّ (يوحنا7: 3-5). وفي حقيقة الأمر، ذهب أقرباء يسوع ذات مرة من الناصرة إلى كفرناحوم كي يمسكوه لأنهم ظنوا "إِنَّهُ مُخْتَلٌّ!" (مرقس3: 21). لكن، بعد القيامة، آمن كلا الأخوين إيمانًا حقيقيًا، وصارا من قادة الكنيسة الأولى. ويظهر تكريسهما للمسيح، وخضوعهما لربوبيته من خلال مقدِّمتي رسالتهما، حيث يصفان نفسيهما بأنهما عبدان للرب يسوع المسيح (يعقوب1: 1؛ يهوذا1). فقد تحوَّلا من مقاومين غير مؤمنين إلى عبدين أمينين، مستعدَّين لإخضاع حياتهما لربوبيته. كيف كان مثل هذا التحوُّل الهائل ممكنًا دون قبول شهادة الكتاب المقدس؟ فقد رأَيا المسيح القائم من الأموات (1كورنثوس15: 7)!
من بين الأعداء الآخرين للكنيسة الأولى، والذي تضيف قصة اهتدائه وزنًا للكرازة الرسولية بالقيامة، هو شاول الطرسوسي (الذي عُرف فيما بعد باسم الرسول بولس). بحسب سفر أعمال الرسل، وبحسب شهادته الشخصية، يتفرَّد شاول بكونه أشد وأشرس أعداء المسيحية الأولى. ففي جهل وعدم إيمان منه‘ لم يحسب يسوع الناصري أكثر من مجرد محتال ومجدِّف؛ ورأى أن كلَّ الذين يتبعونه يستحقون السَّجْن والموت (1تيموثاوس1: 13). يظهر شاول لأول مرة في سفر أعمال الرسل حين كان راضيًا في حماس بقتل إستيفانوس (أعمال الرسل7: 58؛ 8: 1). ثم بعد ذلك، ذهب إلى رئيس الكهنة، "يَنْفُثُ تَهَدُّدًا وَقَتْلًا عَلَى تَلَامِيذِ الرَّبِّ" (9: 1)، وطلب رسائل "حَتَّى إِذَا وَجَدَ أُنَاسًا مِنَ الطَّرِيقِ رِجَالًا أَوْ نِسَاءً يَسُوقُهُمْ مُوثَقِينَ إِلَى أُورُشَلِيمَ (9: 2). ولكن، في طريقه إلى دمشق، تغيَّر شاول جذريًا - أي صار على قناعة بأن يسوع
هو مسيَّا إسرائيل! ثم اعتمد باسم يسوع، وبدأ في الحال يكرز بيسوع في المجامع قائلًا إن "هَذَا هُوَ ابْنُ اللهِ" (9: 18-20)، حتى أن أبناء جنسه من اليهود ذُهِلوا، قائلين: «أَلَيْسَ هذَا هُوَ الَّذِي أَهْلَكَ فِي أُورُشَلِيمَ الَّذِينَ يَدْعُونَ بِهذَا الاسْمِ؟ وَقَدْ جَاءَ إِلَى هُنَا لِهذاَ لِيَسُوقَهُمْ مُوثَقِينَ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ!» (أعمال الرسل9: 21)
وفي أعقاب هذه الأحداث، انتشر الخبر سريعًا في كلِّ كنائس اليهودية، أن ذاك الذي كان قبلًا يضطهد الإيمان ويحاول القضاء عليه، بات الآن يكرز وينادي بهذا الإيمان نفسه (غلاطية1: 22-23)! لكن، كان شاول عدوًا شرسًا للكنيسة لدرجة أن أحدًا من المؤمنين لم يجرؤ على التعامُل معه. كان الجميع خائفين منه حتى حين أحضره برنابا إلى الرسل، وصادق على اختباره (أعمال الرسل9: 26-27). وبهذا، صار شاول الطرسوسي، ألدُّ أعداء الإيمان المسيحي، أعظم المدافعين عنه، والناشرين له.
كتب ويليام نيل "William Neil" هذه الكلمات:
"مما لا شك فيه تاريخيًا أن ذلك المضطهد المتعصِّب للناصريين، الذي ترك أورشليم وهو يَنْفُثُ تَهَدُّدًا وَقَتْلًا"، قد دخل إلى دمشق في حالة إنهاك عقليٍّ، فاقدًا للبصر. ثم صار بعد تعافيه أبرز مناصري المعتقدات التي عزم يومًا ما على اقتلاعها من جذورها {أي القضاء عليها}".
وإذ يعجز الشكوكي عن إنكار الحقيقة التاريخية لاهتداء شاول، والتغيير الجذري الذي حدث له، يصير مُجبرًا على تقديم تفسير غير معقول لهذا. وبعد مرور ألفي عام، لا تزال الكنيسة تنتظر مثل هذا التفسير!
الجموع عبر التاريخ
في السنة الأولى للمسيحية، خاطب غمالائيل، الفريسي المبجَّل، مجمع السنهدرين في حكمة بالغة بشأن أتباع يسوع. وإن كلامه جديرً بأن نقتبسه هنا:
« أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ، احْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ جِهَةِ هؤُلاَءِ النَّاسِ فِي مَا أَنْتُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ تَفْعَلُوا. لأَنَّهُ قَبْلَ هذِهِ الأَيَّامِ قَامَ ثُودَاسُ قَائِلًا عَنْ نَفْسِهِ إِنَّهُ شَيْءٌ، الَّذِي الْتَصَقَ بِهِ عَدَدٌ مِنَ الرِّجَالِ نَحْوُ أَرْبَعِمِئَةٍ، الَّذِي قُتِلَ، وَجَمِيعُ الَّذِينَ انْقَادُوا إِلَيْهِ تَبَدَّدُوا وَصَارُوا لاَ شَيْءَ. بَعْدَ هذَا قَامَ يَهُوذَا الْجَلِيلِيُّ فِي أَيَّامِ الاكْتِتَابِ، وَأَزَاغَ وَرَاءَهُ شَعْبًا غَفِيرًا. فَذَاكَ أَيْضًا هَلَكَ، وَجَمِيعُ الَّذِينَ انْقَادُوا إِلَيْهِ تَشَتَّتُوا. وَالآنَ أَقُولُ لَكُمْ: تَنَحَّوْا عَنْ هؤُلاَءِ النَّاسِ وَاتْرُكُوهُمْ! لأَنَّهُ إِنْ كَانَ هذَا الرَّأْيُ أَوْ هذَا الْعَمَلُ مِنَ النَّاسِ فَسَوْفَ يَنْتَقِضُ، وَإِنْ كَانَ مِنَ اللهِ فَلاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنْقُضُوهُ، لِئَلاَّ تُوجَدُوا مُحَارِبِينَ للهِ أَيْضًا». (أعمال الرسل5: 35-39)
قبل مجيء يسوع المسيح، جاء مسيحان كاذبان إلى أمة إسرائيل، واجتذب كلٌّ منهما بعض الأتباع. ولكن، عقب موتهما، سرعان ما تبدَّد أتباعهما، ولم يُسمَع شيءٌ عن حركتهما ثانية. لهذا السبب، قال غمالائيل إنه لو كان يسوع الناصري مجرد إنسان، وكانت قيامته خدعة، لحلَّ هذا المصير نفسه بأتباعه. غير أن غمالائيل استنتج أيضًا في حكمة أنه إذا كانت قصة القيامة حقيقية، فإن يسوع إذن يصير هو المسيَّا، وحركته هذه ستستمر؛ ومن ثَمَّ، فإن الذين يقاومونه سيوجَدون محاربين لله نفسه. ويبدو أن فترة الألفي سنة الماضية من التاريخ قد أكَّدت حُجة غمالائيل.
من أعظم البراهين على قيامة يسوع المسيح استمرار وصمود الإيمان المسيحي عبر التاريخ، في كلِّ أمم، وقبائل، وشعوب العالم. فمنذ القيامة، شهد مئات الملايين من البشر عن علاقتهم الشخصية بيسوع المسيح، وقالوا إنه غيَّر مسار حياتهم جذريًا. ومن الجدير بالذكر أن هذه الجموع من البشر لا تقتصر على جماعة عرقية، أو سياسية، أو اقتصادية، أو أكاديمية معيَّنة؛ بل بالأحرى، هم أناسٌ من جميع الأعراق، والطبقات الاقتصادية، والمستويات الأكاديمية. فقد تألَّفت الكنيسة الأولى من أناس لم يكن ممكنًا أن يجتمعوا معًا تحت أيِّ ظرف آخر. فقد احتوت على يونانيين ويهود، وختان وغرلة، وبربريين، وسكيثيين، وعبيد وأحرار؛ لكن كان "الْمَسِيحُ الْكُلُّ وَفِي الْكُلِّ" (كولوسي3: 11). يمكن قول الشيء نفسه عن المسيحية اليوم.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن جماهير لا تُحصَى من الرجال، والنساء، والأطفال تبعوا المسيح مقدِّمين تضحيات شخصية ضخمة. يُقدِّر بعض الإحصائيين أن عدد الشهداء المسيحيين قد بلغ ما يزيد على الخمسين مليونَ شخص. ويقول آخرون إن العدد يفوق ذلك بكثير.
تقودنا كلُّ هذه الأدلة والبراهين بإلحاح إلى طرح بعض الأسئلة المحفِّزة للتفكير. ما المبرِّر من وراء هذا الإخلاص وهذه التضحيات؟ وما هو تفسير صمود الكنيسة بالرغم من العدد الذي لا يُحصى من الأعداء الذين تعهَّدوا بإبادتها تمامًا؟ يدفعنا هذا إلى التفكير في أن شيئًا ما قد حدث بالفعل في صباح ذلك الأحد، حين وُجد الحجر مدحرَجًا!